أصر محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام الحالي لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى المغضوب عليه، الترشح لولاية ثالثة للأمانة العامة لحزب الشيوعيين المغاربة، الذي تحول من حزب مناضلين إلى حزب الترقي الاجتماعي والبحث عن المناصب، منذ تولى بنعبد الله قيادته، ويأتي الإعلان عن ترشيح الأمين الحالي وسط موجة غضب وسخط من مناضلي الحزب وقيادييه، الذين يرون في فترة بنعبد الله تاريخا لانهيار الحزب وتراجع إشعاعه وطنيا بعد أن أفرغه من محتواه وأفقده هويته اليسارية.
ويتهم مناضلو التقدم والاشتراكية بنعبد الله برهن الحزب للإسلاميين رغم الاختلاف الجذري بين إيديولوجية الحزب التقدمية وإديولوجية العدالة والتنمية الأصولية، ولم يستوعبوا لحد الساعة الزواج الكاثوليكي بين الحزبين، الذي لا معنى بل يعتبر حالة شاذة في تاريخ الأحزاب التقدمية.
ويذكر أن الحركة التصحيحية التي تأسست داخل الحزب تقود معركة ضد بنعبد الله، باعتبار أن انتخابه لولاية ثالثة سيقود التقدم والاشتراكية للهاوية، وربما سينهي وجوده.
وكان أحد مناضلي الحزب قال في بيان نشره على صفحته بفيسوك إن بنعبد الله بصفته القيادية ارتكب جريمة في حق الحزب، واضاف أن الأمين العام حول الحزب إلى حلبة للتآمر والخداع وتأليب الرفاق على بعضهم و نصب المكائد للمناضلين الشرفاء والجادين، لإقصائهم وإبعادهم من كل الهياكل وبكل الأساليب، و ان بنعبد الله عمل على صناعة أسماء وقيادات فاشلة، وفاسدة، وضعيفة ليسهل اقتيادها وكسب دعمها وتأييدها المطلق له في كل مخططاته الجهنمية التي أوصلت الحزب إلى الدرك الأسفل تنظيميا، فكريا، وسياسيا بل حولت الحياة الحزبية إلى مسرح كبير بممثلين فاشلين فكريا، ونضاليا، لكنهم وصوليون وانتهازيون ومتسلقون.
وتشاء الصدف أن يكون المرشح المنافس لبنعبد الله هو سعيد فكاك، المناضل التقدمي الذي أنهى نفوذ نبيل بنعبد الله سنة 1998 على رأس الشبيبة الاشتراكية، ويحظى فكاك بسمعة طيبة وسط مناضلي حزب التقدم والاشتراكية ولهذا يعتبر ترشيحه ضربة قوية للوزير المطرود على خلفية التحقيق في توقف مشروع الحسيمة منارة المتوسط.