رياضة

من باريس.. صورةٌ لا تُخفي إخفاقًا مُدويًا لألعاب القوى المغربية

باريس – وسط إخفاق مُدوي لألعاب القوى المغربية في أولمبياد باريس، حيث غابت ميداليات العدائين المغاربة عن منصات التتويج في مشهدٍ غير مسبوق، برزت صورةٌ لرئيس الجامعة الملكية لألعاب القوى، عبد السلام أحيزون، وهو يلتقط الصور مع البطل سفيان البقالي، صاحب الميدالية الوحيدة في سباق 3000 متر موانع.

صورةٌ قد تُوحي للّوْهة الأولى بِـ “احتفاءٍ” بالإنجاز، لكنّها في الحقيقة لا تُخفي واقعًا مُرًّا تعيشه ألعاب القوى المغربية، فقد شهدت هذه الدورة غيابًا تامًّا لعدائي المغرب عن منصات التتويج في مختلف السباقات، بل إنّ الأمر تعدّى ذلك إلى تسجيل غيابٍ تاريخي للمغرب عن سباق 1500 متر، الذي لطالما كان ميدانًا لإبداعات العدائين المغاربة.

إنّ هذه النتائج المُخيّبة للآمال تطرح أكثر من علامة استفهام حول واقع ألعاب القوى في المغرب، وتُحمّل الجامعة الملكية لألعاب القوى مسؤولية كبيرة في هذا الإخفاق، فقد كان من المفترض أن تكون الدورات السابقة بمثابة دروسٍ مستفادة للوقوف على نقاط الضعف ومعالجة الهفوات، لكنّ ما حدث هو العكس تمامًا، حيث تعمّقت الأزمة وتفاقمت المشاكل لتصل إلى هذا الحدّ المُقلق.

إنّ الاعتماد على “صورةٍ تذكارية” في ظلّ هذا الإخفاق المُدوّي يُعدّ استخفافًا بعقول المغاربة وهروبًا من المساءلة والمحاسبة، فالمطلوب اليوم ليس التقاط الصور بل فتح تحقيقٍ شاملٍ ونقدٌ ذاتيٌّ جريءٌ يكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع المُخيف لألعاب القوى المغربية، ووضع استراتيجيةٍ جديدة تُعيد لـ “أمّ الألعاب” مكانتها الطبيعية بين الدول العُظمى.

فهل تتحرّك الجامعة الملكية لألعاب القوى وتُعلن عن قراراتٍ جريئة تُعيد الثقة للشعب المغربي ويُعيد لألعاب القوى بريقها الذي خبا في سماء باريس؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى