بين ضجيج المهرجان وصرخات الواقع: ملتقى أولماس.. تنميةٌ غائبةٌ وأسئلةٌ مُلحةٌ!
للسنة الثامنة على التوالي، تُشدّ الأنظار صوب بلدة الولماس، حيث تستعدّ لاستقبال فعاليات “ملتقى أولماس للتنمية المحلية”، هذه السنة تحت شعار “دور الشراكة المستدامة في تسريع التنمية المجالية وإرساء أسس الدولة الاجتماعية”. شعار رنان، لكنّه يصطدم بواقعٍ مريرٍ تعيشه ساكنةٌ أنهكها العطش للتنمية الحقيقية، وتبحث عن ملامحها بعيداً عن صخب الخيام وبهرجة الصور الرسمية.
تُثير الدورة الثامنة للملتقى، كما سابقاتها، تساؤلاتٍ مُلحّةً عن مدى نجاعة هذه التظاهرة في إحداث تغييرٍ ملموسٍ في حياة الساكنة المحلية. فبينما تُرصد مبالغٌ طائلةٌ لتنظيم فعالياتٍ موسمية، تبقى مشاريع حقيقية تساهم في تحسين ظروف عيش المواطن حبيسةً أدراج النسيان.
فعلى سبيل المثال، لا تزال ساكنةٌ كبيرةٌ تعاني من نقصٍ حادٍّ في الماء الصالح للشرب، في وقتٍ تُبدد فيه كمياتٌ هائلةٌ من المياه لسقي ملاعبَ للگولف تُقام على حساب الأراضي الفلاحية. كما تُطرح أسئلةٌ حول مدى استفادة شباب المنطقة من فرصٍ للشغل والتكوين، في ظلّ غيابٍ شبهِ تامٍّ للمشاريع المُدرّة للدخل.
لا أحد يُنكر أهمية تنظيم ملتقياتٍ تهدف إلى تعزيز التنمية المحلية، لكنّ الرهان الحقيقي يكمن في الانتقال من الخطابات الرنانة و”سياسة الترقيع” إلى بلورةِ استراتيجيةٍ واضحةٍ ومُندمجةٍ تضع الإنسان في صدارة أولوياتها.
فالتنمية الحقيقية لا تُقاس بعدد الخيام المُنصبة ولا بفخامةِ صورِ الوفودِ الرسمية، بل بمدى تحسينها لظروف عيش المواطن وتوفيرها لكافة حقوقه الأساسية.