جهات

طريق العذاب: رحلة يومية مريرة لسكان تاسريرت و أفلا إغير قيادة تافراوت اقليم تزنيت

في عالمٍ تتفاخر فيه الدول بشبكات طرقاتها الحديثة والمُعبّدة، تُجبرنا بعض المناطق داخل المغرب العُمق على مُواجهة واقع مُغاير، واقع تتحول فيه الطرقات إلى مَصائد للمركبات ومصدرا للمعاناة اليومية لسكانها.

هذا هو حال الطريق الإقليمية رقم 1929 التي تربط بين جماعتي تاسريرت و أفلا إغير بإقليم تزنيت، طريقٌ لا يُمكن وصفها إلا بأنها “طريق العذاب” نظرا لحالتها المزرية التي تُحوّل أبسط رحلات التنقل إلى مُغامرة خطرة تُهدد سلامة المواطنين.

فبين الحفر العَميقة والانهيارات الترابية وتآكل الطبقة الإسفلتية، يُضطر سكان المنطقة إلى خوض تحدّي يومي للعبور عبر هذه الطريق التي تفتقد لأدنى مُواصفات السلامة، حيث تتحول إلى مستنقعات طينية في فصل الشتاء ومصدرا للغبار والأتربة في فصل الصيف.

إنّ معاناة سكان تاسريرت و أفلا إغير مع هذا الطريق ليست بجديدة، فهي مستمرة منذ سنوات طويلة، حيث تُرفع الشكاوى و تُطلق النداءات للجهات المسؤولة من أجل التدخل وإعادة تأهيل هذه الطريق الحيوية التي تُعتبر شريان الحياة لهذه المناطق المُهمشة.

لكن يبدو أن قرار إصلاح الطريق 1929 ينتظر بدوره طريقا مُعبدة ليصل، فوعود المسؤولين ظلت حبيسة الأدراج و لم تُترجم إلى أرض الواقع، في مُؤشر واضح على غياب الإرادة الحقيقية لفك العزلة عن هذه المناطق وتوفير ظروف عيش كريمة لسكانها.

إنّ استمرار هذا الوضع المُزري يُطرح أكثر من علامة استفهام حول أسباب تجاهل الجهات المسؤولة لمطالب السكان المُلحة في توفير بنية تحتية لائقة، فهل سيظل صوت معاناة سكان تاسريرت و أفلا إغير حبيس هذه الطريق الوعرة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى