من مَهدٍ للأموات إلى وَكَرٍ للجَريمة: مقبرة الغفران بالدار البيضاء .. مأساةٌ تستغيث!
في مشهدٍ يُدمي القلوب ويُثير الغضب ، تحوّلت مقبرة الغفران بالدار البيضاء ، من مكانٍ مقدّس لِرَقاد الأموات ، إلى وَكَرٍ للجَريمة و مُستَنقَعٍ لِعِصابات اختطاف الأطفال واستغلالهم في التسول ، في مَقبرةٍ مُروّعة لِلكرامة الإنسانية و حُرمة الموات.
فقد دقّ رئيس مقاطعة الفداء المستشار بمجلس مدينة الدار البيضاء ، محمد إكلوين ، ناقوس الخطر بخصوص الوضعية الكارثية والمتردية التي آلت إليها المقبرة ، مؤكداً خلال أشغال الدورة الاستثنائية لمجلس جماعة الدار البيضاء ، أنّها أضحت مرتَعاً لعصاباتٍ إجراميةٍ تُمارس أبشع أنواع الاستغلال بحق الأطفال الأبرياء.
وكشفت الزيارات والدراسات التي أُجريت بالمقبرة ، عن وجود عصاباتٍ تُؤجّر الأطفال للتسول بمبالغ تتراوح بين 100 و300 درهم ، والتي ترتفع بشكلٍ مُخيف خلال العشر الأواخر من رمضان لتصل إلى 800 درهم ، في استغلالٍ بَشعٍ لبراءة الأطفال وقدسية المكان وزمان.
وإلى جانب خطر العصابات ، تُعاني مقبرة الغفران من إهمالٍ مُزمنٍ أدّى إلى انتشار الحشائش والنباتات العشوائية بشكلٍ كبير ، مما أفقدها مَعالمها ، بل جعل البعض يَفقد أماكن قبور ذويهم ، في مشهدٍ يُثير الحُزن والأسى.
إنّ ما يَجري بمقبرة الغفران بالدار البيضاء ، يُمثّل وصمة عارٍ على جبين المسؤولين ، ويُطالب بفتح تحقيقٍ عاجلٍ ومُحاسبة كل مُقَصّرٍ ساهم في تحويل هذا المكان المقدّس إلى وَكَرٍ للجَريمة و مَسرحٍ لِاستغلال الأطفال ، كما يُحتم على الجميع التحرّك لإعادة تأهيل المقبرة وتوفير الأمن والحماية لها ، احترامًا لِحُرمة الموتى و كرامة الأحياء.