بين “أخلاقيات” الخطاب السياسي و”واقع” الفساد.. حين يشتعل الجدل داخل البيت السياسي المغربي
فتح تصريح محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، حول وصف رئيس حكومة سابق لوزير في الحكومة الحالية بـ”وزير الفساد”، النار على ساحة الخطاب السياسي في المغرب، مطرحاً العديد من التساؤلات حول حدود النقد و”أخلاقياته” في الجدل السياسي.
فقد اعتبر أوجار أن وصف وزير في الحكومة بـ”وزير الفساد” أمر “لا يمكن تقبله”، خاصة وأن القائل هو رئيس حكومة سابق، مشدداً على ضرورة الالتزام بـ”أخلاقيات” الخطاب السياسي وعدم الانسياق وراء لغة التخوين والتجريح.
تصريح أوجار فتح النار على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم المغاربة بين مؤيد لكلامه وداعي إلى ضرورة الارتقاء بالخطاب السياسي، وبين منتقد لِما اعتبروه “ازدواجية المعايير” من طرف أوجار الذي لم يُعرَف عنه التصدي لِخطاب “الكراهية” و”التحريض” الذي يُمارسه بعض قيادات حزبه.
وفي وقتٍ يدعو فيه الملك محمد السادس إلى ضرورة تخليق الحياة العامة، يبدو أن الطبقة السياسية لا تزال بعيدة كل البعد عن هذه المبادئ، حيث تُهيمن لغة “السب” و”القذف” و”التخوين” على الخطاب السياسي، في غياب تام لِأي نقاش جاد حول القضايا الحقيقية التي تُهمّ المواطنين.
إن استمرار هذا النهج في إدارة الاختلاف السياسي من شأنه أن يُعمّق من حالة “الاحتقان” داخل المجتمع، ويُضعف من ثقة المواطنين في الطبقة السياسية ومؤسسات الدولة.
ولعلّ السؤال الذي يُطرح بقوة في هذا السياق: هل ستُفلح الدعوات إلى “أخلاقيات” الخطاب السياسي في تغيير “واقع” الفساد الذي ينخر مفاصل الدولة؟ أم أنها ستظل مجرد “شعارات” جوفاء لا تُسمن ولا تُغني من جوع؟