حزب الاستقلال: شبح الانقسام يُخيّم على “بيت الرواد” وبركة عاجز عن رأب الصدع
يبدو أن حزب الاستقلال، أحد أعرق الأحزاب المغربية، لا يزال يُعاني من تداعيات خلافاته الداخلية التي انفجرت إلى العَلن مع مؤتمره الأخير. فبعد مضيّ أشهر على انتخاب نزار بركة أميناً عاماً للحزب، لا يزال عاجزاً عن لملمة شُعَبِه و رأب الصدع الذي فرّق صفوف “بيت الرواد”.
فقد أفادت مصادر مطّلعة أنّ بركة يواجه صعوبات كبيرة في إعداد اللائحة التي سيُقدّمها للحزب للمُشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المُقبلة، وذلك بسبب الخلافات الحادة بين التيارات المُختلفة داخل الحزب، وخاصةً مع تيار حميد ولد الرشيد، الذي يُطالب بحصّة أكبر من التمثيل في مواقع القرار.
ويُهدّد هذا التأخير في حسم اللائحة بإضعاف موقف حزب الاستقلال أمام حلفائه في الأغلبية الحكومية، كما يثير الشكوك حول قدرة بركة على قيادة الحزب وتجاوز انقساماته الداخلية.
ويُشير مُراقبون إلى أنّ بركة يجد نفسه في مواجهة “مهمّة شبه مستحيلة”، فهو من جهة يُحاول استرضاء تيار ولد الرشيد الذي يمتلك ثقلاً كبيراً داخل الحزب، ومن جهة أخرى يُحاول فرض اختياراته وتثبيت نفوذه كأمين عام.
وتُضيف المصادر أنّ تيار ولد الرشيد بدأ يُصعّد من مواقفه، حيث روج لفكرة ترشيح شخصية أخرى لرئاسة مجلس المستشارين بدلاً عن النعم ميارة، وهو ما يُعدّ بمثابة “رسالة قوية” لبركة بأنّ تياره لن يقبل بـ “التّهميش” أو “الإقصاء”.
وفي ظلّ هذه الأجواء المُشحونة، يبقى المُستقبل غامضاً أمام حزب الاستقلال، الذي يُواجه أكبر تحدّ له منذ سنوات، تحدّ الحفاظ على وحدته وتماسكه واستعادة بريقه كحزب وطنيّ كبير.