“إنقاذ” أم “ترقيع”؟.. جدل حول قرارات وزارة التعليم العالي بشأن موسم 2023-2024 بكليات الطب
أثار قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بخصوص “إنقاذ” الموسم الجامعي 2023-2024 بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان جدلاً واسعاً بين أوساط الطلبة والمتابعين للشأن التعليمي في المغرب.
فبينما يرى البعض في القرار محاولة جادة لتدارك التأخر الذي يعرفه الموسم الدراسي، يعتبره آخرون مجرد “ترقيع” لا يُجدي نفعاً في ظل تراكم الإشكالات الهيكلية التي يعاني منها قطاع التعليم العالي في المغرب.
وتتمثل أبرز بنود قرار الوزارة في التزام عمداء كليات الطب بتمكين الطلبة الذين سيجرون اختبارات الدورة الاستدراكية للنصف الأول المبرمجة بتاريخ 5 شتنبر 2024، من دورات أخرى تُغطي منهاج النصف الثاني، مع جعل السنة السابعة اختيارية بعد أن كان قد تقرر تخفيض سنوات الدراسة من سبع إلى ست سنوات.
ولم يُخفِ العديد من الطلبة تشكيكهم في جدوى هذه القرارات، خاصة فيما يتعلق بإمكانية استيعاب كم هائل من الدروس في مدة زمنية قصيرة، ناهيك عن عدم وضوح رؤية الوزارة بشأن السنة السابعة التي تُرك الخيار للطلبة في متابعتها من عدمها.
ويرى المراقبون أن قرار وزارة التعليم العالي يُجسّد ارتباكاً واضحاً في التعامل مع ملف “سلك الطب”، حيث تُظهر التخبطات المتتالية غياب مقاربة شمولية تُعالج الإشكالات من الجذور.
فبدلاً من التركيز على “إنقاذ” المواسم الدراسية بشكل سطحي، يدعو العديد من الأصوات إلى إعادة النظر في العديد من القضايا الجوهرية، كإعادة هيكلة كليات الطب وتوفير الأطر البيداغوجية الكافية وتحسين ظروف الدراسة للرفع من جودة التكوين.
إن غياب حوار جاد وشامل مع كافة الأطراف المُشاركة في المنظومة التعليمية من شأنه أن يُفاقم من الأزمة التي يعيشها قطاع التعليم العالي في المغرب، ويُهدد مستقبل جيل كامل من الطلبة.