بنسعيد يُقزّمُ الصحافة المغربية: فضيحةٌ تُنذرُ بمستقبلٍ مُظلمٍ لحرية التعبير
الرباط – في سابقة خطيرة ومثيرة للجدل، تم إقصاء الصحافة المغربية بشكل شبه كامل
من الندوة الصحفية التي أقيمت في أعقاب زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيث
إلى المغرب يوم الأربعاء الماضي.
وحضر الندوة، التي تم عقدها في القصر الملكي، صحافيون إسبان فقط، باستثناء صحافيين
اثنين من المغرب، أحدهما من الإعلام العمومي والآخر من موقع إلكتروني واحد.بنسعيد
وبررت وزارة الاتصال هذا الإقصاء بزعم أن القصر الملكي هو من اختار الصحافيين الحاضرين في الندوة.
ومع ذلك، فإن هذا التبرير غير مقنع بتاتًا، خاصةً وأن وزارة الاتصال المغربية هي المسؤولة عن
تنظيم مثل هذه الندوات الصحفية وضمان حضور مختلف وسائل الإعلام. يبدو أن هذا الإقصاء
يعد تقييدًا صارخًا لحرية الصحافة واحتكارًا للمعلومة.
إقصاءٌ غامضٌ للصحافة المغربية من ندوة سانشيث
يعتبر إقصاء الصحافة المغربية من هذه الندوة الصحفية انتهاكًا صارخًا لدور الصحافة في
نقل الأخبار والمعلومات إلى الرأي العام. فمن حق الصحافيين المغاربة أن يحصلوا على المعلومات
المتعلقة بزيارة رئيس الحكومة الإسبانية وأن ينقلوها بحيادية وموضوعية للجمهور. يجب أن تكون
الصحافة مستقلة وحرة، وعلى الحكومة والمؤسسات الرسمية أن تدعم ذلك وتضمن توفير
المعلومات لجميع الصحافيين بغض النظر عن جنسياتهم.
احتكارٌ للمعلومة وتقييدٌ لحرية الصحافة
ويعزز هذا السلوك التمييز ضد الصحافة المغربية صورة سلبية عن حرية الصحافة في المغرب،
ويمنح المصداقية للادعاءات التي تتهم الصحافة المغربية بالتبعية والتحيز. فالتعامل بهذه الطريقة
يكرس للصحافة الأجنبية، وبخاصة الإسبانية، صورة “مقربة من القصر الملكي”، وهذا يعزز الشكوك
حول حرية الصحافة في المغرب ويؤثر على سمعة البلاد.
هواية بنسعيد”: تعاملٌ غير مقبولٍ مع قطاع الإعلام
إن سلوك وزارة الاتصال في هذا الموضوع يُظهر بوضوح الهواية التي يتعامل بها الوزير بنسعيد
مع قطاع الإعلام. يجب أن يكون وزير الاتصال مسؤولاً عن تعزيز حرية الصحافة وتوفير بيئة تسمح
للصحافيين بممارسة عملهم بحرية واستقلالية.
إن حرية الصحافة هي عمود فقري للديمقراطية والشفافية، ويجب على الحكومة المغربية أن
تلتزم بضمان حرية الصحافة وحق الجمهور في الوصول إلى المعلومات.
ينبغي أن تكون الندوات الصحفية فرصة للحوار والتفاعل بين الصحافيين والمسؤولين الحكوميين،
وليس فرصة لاحتكار المعلومة وإقصاء أصوات الصحافة المستقلة.
إذا كان هناك معايير لاختيار الصحافيين الحاضرين في الندوة الصحفية، فيجب أن تكون هذه
المعايير شفافة وعادلة، وينبغي أن يتم تشجيع التنوع وتمثيل مختلف وسائل الإعلام والجنسيات
في مثل هذه الفعاليات.