بين “بروتوكول” الضيوف و”فقر” الأئمة: وزارة الأوقاف.. “أين تضع البوصلة”؟
في الوقت الذي تُشدد فيه الحكومة المغربية، على لسان رئيسها عزيز أخنوش، على ضرورة “ترشيد” النفقات العمومية، تُثير صفقات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بقيادة الوزير أحمد التوفيق، تساؤلات مُلحة حول “أولويات” الإنفاق داخل “بيت الله”، وذلك في ظل تخصيص مبالغ مالية “ضخمة” لاستضافة ضيوف الوزارة في فنادق فاخرة وتوفير “ولائم” دسمة لهم، فيما يُعاني “جنود الخفاء” في المساجد من “ضيق ذات اليد” و”إهمال” أو ضاعهم المادية و الاجتماعية.
وتُسائل مصادر مُطلعة عن جدوى تخصيص ميزانيات “ضخمة” لـ”بروتوكولات” استضافة ضيوف وزارة الأوقاف ، في وقت تُطالب فيه الحكومة بـ”التقشف” و”ترشيد” النفقات ، خاصةً في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المملكة.
وتُضيف المصادر أن الأموال التي تُصرف على إقامة الضيوف في فنادق “خمس نجوم” وتوفير وجبات “فاخرة” لهم ، كان الأولى بها أن تُوجه لتحسين أوضاع الأئمة وخطباء المساجد والقيمين الدينيين ، الذين يُشكلون العمود الفقري للإسلام المغربي ، ويُؤدون دوراً ريادياً في نشر قيم الوسطية والتسامح.
وتُشدد نفس المصادر على أن “الاهتمام” بـ”مظاهر” استقبال ضيوف الوزارة على حساب “مُستحقات” “جنود الخفاء” في المساجد ، يُعطي انطباعاً سلبياً عن “أولويات” وزارة الأوقاف ، ويُطرح أكثر من علامة استفهام حول “الحكمة” من وراء هذه “السياسة” في زمن “التقشف”.
ويبقى السؤال المُلّح : هل ستُعيد وزارة الأوقاف النظر في “أولوياتها” وتُوجه دفة الإنفاق نحو تحسين أوضاع “جنود الخفاء” في المساجد ، أم أن “ولائم” ضيوف الوزارة أهم من “لقمة عيش” من يُناضلون في سبيل الله ؟