جيبُ المواطن يُحاصر: البيضُ يُلحقُ بالدجاج و”الغلاء” يُحلق!
لم يكد يُغمضُ المواطنُ عينيهِ عن لهيبِ أسعارِ الدجاج، حتى استيقظ على صدمةٍ جديدةٍ تُلقي بظلالها على موائدِهِ، فقد انطلقت أسعارُ البيضِ هي الأخرى في سباقٍ محمومٍ نحو الارتفاع، مُفاقمةً من معاناةِ الأسرِ المغربيةِ التي تُجاهدُ لِتوفيرِ قوتِها اليوميّ في ظلِّ غلاءٍ يُرهقُ كاهلها.
ولئن كانَ الارتفاعُ الصاروخيُّ لأسعارِ الدجاجِ قد أثارَ حفيظةَ المواطنين، فإنّ ارتفاعَ أسعارِ البيضِ يُشكّلُ ضربةً قاسيةً لِما يُمثّلهُ هذا المنتوجُ من قيمةٍ غذائيةٍ عاليةٍ تُشكّلُ ركيزةً أساسيةً في النظامِ الغذائيِّ للغالبيةِ العظمى من الأسرِ المغربية. فقد أصبحَ من الصعبِ على العديدِ من الأسرِ توفيرُ هذهِ المادةِ الغذائيةِ الأساسيةِ على موائِدِها بِشكلٍ منتظمٍ، خاصةً مع تراجعِ القدرةِ الشرائيةِ وتآكُلِ مداخيلِها أمامَ جشعِ التجارِ وتقاعُسِ الجهاتِ المسؤولة.
ويُحاولُ بعضُ المُهنيين تبريرَ هذا الارتفاعِ بِقانونِ العرضِ والطلب، مدّعينَ أنّ الطلبَ المتزايدَ على البيضِ مقابلَ نقصِ العرضِ هو المسؤولُ عن ارتفاعِ سعره. إلّا أنّ هذا التبريرَ لا يَصمُدُ أمامَ حقيقةِ أنّ المغربَ يَشهدُ إنتاجًا وطنيًا لا بأسَ بهِ من البيض، وأنّ مشكلةَ الارتفاعِ تكمنُ في غيابِ مراقبةٍ حقيقيةٍ للأسواقِ وتركِ الحبلِ على الغاربِ للمُضاربين وجشعِ التجار.
إنّ استمرارَ هذا الوضعِ على ما هو عليهِ يُنذرُ بِعواقبٍ وخيمةٍ على الأمنِ الغذائيِّ للبلاد، ويُهدّدُ السلمَ الاجتماعيَّ الذي يبقى مرهونًا بِقدرةِ المواطنين على توفيرِ لقمةِ العيشِ الكريمة. فهل من مُجيبٍ لِصرخاتِ المواطنين وأنينِ جيوبِهم المُنهكة؟ وهل ستتحرّكُ الجهاتُ المسؤولةُ لِوضعِ حدٍّ لِهذا الجنونِ في الأسعارِ قبلَ فواتِ الأوان؟