
وليد الركراكي ينقذ حكومة أخنوش
قصة المونديال بدأت بحلم، ولقد كان حلم المغرب، ولازال، هو السعي لاستضافة كأس العالم، وقد رشح نفسه لاستضافة مونديال 2030 بعد أن خسر الرهان على تنظيم نسخة 2026، ومن المفارقات بين الأمس واليوم، أن المغرب خسر رهان تنظيم مونديال 2026 بعد أن فضلت بعض البلدان العربية التصويت لصالح الملف المشترك الثلاثي المكون من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، ولكن التصويت حكمته في وقت سابق ظروف سياسية، ولو كان الأمر اليوم لكانت النتيجة مختلفة، لا سيما وأن بلدانا عربية لم تتردد في دعم المغرب، ويتعلق الأمر بكل من: مصر، ليبيا، سلطنة عمان، فلسطين، السودان، سوريا، تونس، قطر، اليمن، موريتانيا، جيبوتي، الصومال، وجزر القمر..
ولم يتمكن المغرب إلى حدود اليوم من نيل شرف تنظيم المونديال، لكن عزاء الدول العربية كان في فوز دولة قطر بحق استضافة مونديال 2022 بعد تنافس جمعها مع أستراليا واليابان وكوريا والولايات المتحدة الأمريكية، وهي اليوم ترسم الحلم بطريقتها بعد أن فرضت على جميع الدول المشاركة، احترام خصوصياتها المحلية..
في مونديال قطر، تمكن المغاربة من رسم جزء من الحلم، فإذا كانت دولة قطر قد وفرت البنية التحتية لاستضافة المونديال، ولم تتمكن من تهييئ فريق يمكنه المنافسة على الكأس، فقد حصل العكس بالنسبة للمغرب، حيث تمكن هذا الأخير في اللحظات الأخيرة من تهييء مدرب وفريق جاهز للدفاع عن الحظوظ المغربية أولا والعربية والإفريقية في مونديال قطر..
الركراكي، بونو، زياش، حكيمي، بوفال، سايس، أوناحي.. وآخرون، باتوا بين عشية وضحاها نجوم الشعب المغربي، بل إن الناس بدؤوا يقولون أن تغيير مدرب المنتخب أعطى ثماره بشكل سريع في صفوف المنتخب المغربي، ما يعني بالمقابل ضرورة تغيير رئيس الحكومة عزيز أخنوش، من أجل إعطاء نفس آخر لهذه الحكومة، المتخصصة في زيادة الأسعار، ورفع التكاليف الاجتماعية.. لقد شكل الشباب حكومة شعبية تغطي هذه الأيام على كل وجوه الفشل السياسي الحكومي، لذلك لا غرابة أن يحاول السياسيون الركوب على هذا الفرح، كأن يعمد البرلمانيون إلى إطلاق النشيد الوطني داخل البرلمان، ويقول المعلقون ساخرون: إن 11 لاعبا فقط تمكنوا من إدخال الفرحة إلى قلوب ملايين المغاربة بينما لم يساهم مئات البرلمانيين في صناعة أي فرح للشعب منذ انتخابهم، بعد أن اختار أغلبهم التموقع في صف الأغلبية إلى جانب الحكومة.
ليس هذا فحسب، بل إن منتخب وليد الركراكي وفر مساحة كبيرة ليرتاح رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي باتت حكومته مهددة بمسيرات شعبية حاشدة لولا أن حدة الاحتجاج انخفضت مع توالي انتصارات المنتخب الوطني، حيث بدأ الناس يخرجون للشارع من أجل الاحتفال بدل الاحتجاج، ولو أنهم خرجوا بنفس العدد من أجل الاحتجاج، لكانت حكومة عزيز أخنوش في خبر كان، لأجل ذلك، تبقى هذه الحكومة مدينة في استمرارها للمنتخب المغربي.
في إطار الفرح، خرج الشعب المغربي ليحيي جهود اللاعبين الشباب على بلوغهم ربع النهائي، ليلة الثلاثاء الماضي، بل إن الملك محمد السادس، وأسرته الملكية، اختار مشاركة الشعب المغربي فرحته، وشوهد الملك محمد السادس محاطا بالمواطنين في شوارع الرباط دون إجراءات بروتوكولية كبيرة، وقد كان يرتدي قميص المنتخب الوطني لأول مرة منذ اعتلائه العرش، في إشارة إلى تزكيته لعمل هذا الفريق الشاب، وهو ما أكده اتصاله الهاتفي بالمنتخب والطاقم التقني، وقالت القنوات الرسمية: ((على إثر المقابلة التي جمعت المنتخب الوطني لكرة القدم مع نظيره المنتخب الإسباني، يوم الثلاثاء، هنأ صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أعضاء المنتخب الوطني على مسارهم وتأهلهم التاريخي إلى دور ربع النهائي لكأس العالم قطر 2022.. وهكذا أجرى صاحب الجلالة اتصالا هاتفيا مع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، ومدرب المنتخب الوطني وليد الركراكي، أعرب لهم فيه جلالته عن أحر التهاني للاعبين والطاقمين التقني والإداري الذين قدموا أفضل ما لديهم، وبصموا على مسار رائع خلال هذه المسابقة الرياضية الكبرى، وأشاد جلالة الملك بالأداء التاريخي لأعضاء المنتخب الوطني الذين كانوا في مستوى طموحات وتطلعات الجمهور المغربي العريض الذي يشجعهم بالمغرب وفي قطر، وفي جميع أنحاء العالم، داعيا إياهم إلى الحفاظ على نفس النهج في هذه المسابقة، ومواصلة تشريف كرة القدم الوطنية ورفع العلم الوطني عاليا)) (المصدر: وكالة المغرب العربي للأنباء).